فيقولون: ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به فيقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينارٍ من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه، فيخرجون منها خلقاً كثيراً، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيراً) وفي الصحيح من حديث أبي سعيد أيضاً مرفوعاً (أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس منكم أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتهم الله إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشفاعة فجيئ بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم .... الحديث) وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة ويسمون بالجهنميين) وفي البخاري أيضاً عن أنس رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا كان يوم القيامة شفعت وقلت يارب أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة، فيدخلون ثم أقول: أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء فيدخلون) وفي الحديث في فضائل الشهداء (و يشفع في سبعة من أهله) وغير ذلك من الأدلة، وكما ذكرت لك أن هذا النوع من الشفاعة قد تواترت به الأدلة، وقد أجمع أهل السنة رفع الله نزلهم في الدنيا والآخرة على إثباته ولكن أبى المبتدعة إلا إنكارها والتكذيب بها، فقد أنكرها الوعيدية من الخوارج والمعتزلة، وحري بهم ألا يوفقوا لها يوم القيامة، وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق، وعميت أعينهم عن هذه الأدلة النيرات المتواترات لِوهمٍ توهموه ومذهب ٍ انتحلوه وخرافات أصّلوها واعتمدوها وعارضوا بها نصوص الوحي المطهر عافانا الله وإياكم من كل بلاء وفتنة ونعوذ به جل وعلا من حال أهل الأهواء والله أعلم.