فهرس الكتاب
الصفحة 289 من 614

ومن أدلتهم أيضاً: قوله تعالى في عيسى عليه الصلاة والسلام (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ) (النساء: من الآية 171) وقال تعالى (يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) (آل عمران: من الآية 45) وعيسى مخلوق فتكون الكلمة مخلوقة، فقال أهل السنة: إن عيسى عليه الصلاة والسلام ليس هو (كن) وإنما هو المكون بـ (كن) كما قال تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (آل عمران:59) وقال تعالى (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (آل عمران:47) فكلمة الله هي قوله (كن) وهذه ليست هي عين عيسى عليه السلام حتى تكون هذه الكلمة مخلوقه وإنما عيسى هو أثرها المقصود بقوله (فيكون) فعيسى عليه السلام تكوَّن بـ (كن) وليس عين (كن) فالمعتزلة فهموا أن عيسى هو بعينه (كن) وهذا فهم بعيد عن الآية لا تدل عليه أبداً، فعيسى عليه السلام مخلوق خلقه الله بأمره حين قال له (كن) فتكوَّن بهذه الكلمة هذا ما فهمه السلف من الآية وفهمهم حجة على من بعدهم بل هذا هو عين المراد من الآية والله أعلم.

هذه هي مجمل حججهم وأنت ترى أنها مبنية على الفهم الخاطئ من بعض الآيات والله يهدي القلوب ويثبتنا على الاعتقاد الحق وهو أعلى وأعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام