.. ومن ذلك: الدماء التي تراق عند بعض الأشجار والأحجار المعظمة عند أهلها كما كان يفعل عند العزى واللات ومناة الثالثة الأخرى، وكما كان يفعل كثير من أهل هذه البلاد قبل انتشار هذه الدعوة المباركة المؤيدة من الله تعالى بالبرهان الساطع والسيف القاطع.
... ومن ذلك: ما يذبح عند قدوم بعض الملوك على بعض فإنهم يذبحون في طريقه بعض بهيمة الأنعام، وهذه الذبيحة محرمة على كل حال، لكن إذا كان قصد ذابحها تعظيم المذبوح له والتقرب له فإنها تكون من الشرك الأكبر - والعياذ بالله -.
... ومن ذلك: الذبيحة التي تسمى ذبيحة الصلح، وهو أن بعض القبائل إذا أرادوا أن يصلحوا بين شخصين أو قبيلتين فإنهم يذبحون بعض بهيمة الأنعام أمام من يطلبون منه الصلح تعظيمًا له وتزلفًا إليه وتقربًا لديه ليرضى عنهم، وهذه الذبيحة بهذا الاعتبار من الشرك الأكبر المخرج عن الملة - والعياذ بالله -، وأما إن لم يكن قد صاحب ذلك قصد التعظيم والقربة فإنها محرمة فقط، ولعل هذه الأمثلة كافية إن شاء الله تعالى، والله أعلم.
... ج 41: الذبح بمكان يذبح فيه لغير الله لا يجوز، ودليل ذلك حديث ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل أن ينحر إبلاً ببوانة، فسأل النبي ? فقال: (( هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ) )؟ قالوا: لا. قال: (( هل كان فيها عيد من أعيادهم ) )؟ قالوا: لا. فقال للرجل: (( أوف بنذرك فإنه لا وفاء بنذرٍ في معصية ولا فيما لا يملكه ابن آدم ) )رواه أبو داود بإسناد صحيح.
... ووجه الدلالة منه واضحة، وهي أن الجواب لو كان بـ (نعم) كان فيها ذلك لما أجاز له النبي ? أن يذبح في ذلك المكان، وذلك دليل على أنه لا يذبح لله بمكانٍ يذبح فيه لغير الله، والله أعلم.
... س 42: ما الحكمة من هذا المنع؟