فهرس الكتاب
الصفحة 233 من 614

.المثال الثالث: الاستهزاء، فهذه الصفة ليست من قبيل الكمال المطلق، ولا من قبيل النقص المطلق، ولكنها كمال باعتبار ونقص باعتبار، فأما الاستهزاء ابتداءً بلا موجب ولا سبب فهو نقص؛ لأنه اعتداء وظلم، فلا يوصف الله به حينئذٍ، وأما الاستهزاء بمن استهزأ بالله أو رسله أو كتبه أو عباده المؤمنين فإنه كمال؛ لأنه دليل على كمال القدرة والقوة والعلم والحكمة، فيوصف الله به، فتقول: لا يوصف الله بالاستهزاء ابتداءً ويوصف به من باب الجزاء والمقابلة، ولذلك فإنك لا تجدها في القرآن مضافة إلى الله تعالى إلا من باب الجزاء والمقابلة كما في قوله جل ذكره: ? إنما نحن مستهزئون. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ?.

... المثال الرابع: السخرية، فهذه الصفة لا يوصف الله بها ابتداءً وإنما يوصف بها من باب الجزاء والمقابلة، كما قال تعالى: ? الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ?.

... المثال الخامس: المخادعة، فهذه الصفة لا يوصف الله بها ابتداءً وإنما يوصف بها من باب الجزاء والمقابلة، كما في قوله تعالى: ? إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ?.

... فهذه بعض الأمثلة ولم أفصل في المثال الرابع والخامس لأن الكلام فيهما كالكلام في فيما قبلها، ولكن ننبهك على أمر مهم، وهو أن هذه الصفات التي تثبت لله في حالٍ دون حال يقال فيها حال إثباتها لله جل وعلا ما يقال في سائر الصفات من إثباتها على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، الله أعلم.

... س 197: هل يوصف الله تعالى بالنسيان؟ وضح ذلك بالأدلة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام