فهرس الكتاب
الصفحة 203 من 614

.. ومنها: تقوية الرابطة بين العبد وربه جل وعلا وعلمه بضعفه، فإن هذه المصائب والآلام يعلم العبد أنه لا خلاص له منها ولا مخرج له عنها إلا بصدق الالتجاء إلى ربه جل وعلا، فيكون العبد دائم الذكر ودائم الدعاء والتضرع إلى الله، وهذا أمر يحبه الله من العبد، بل هو حقيقة العبادة، فالعبد مفتقر إلى الله تعالى الافتقار الذاتي، كما أنه جل وعلا هو الغني الغنى الذاتي، فلا يمكن في حال من الأحوال أن يزول وصف الافتقار إلى الله تعالى من العبد، كما أنه لا يمكن ولا يتصور ويستحيل الاستحالة المطلقة أن يزول وصف الغنى عن الله جل وعلا.

... ومنها: الدخول في زمرة المحبوبين لله جل وعلا، فالمبتلون يدخلون في زمرة المحبوبين المشرفين بمحبة الله جل وعلا، فإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، وقد جاء ذلك في السنة كما في قوله ?: (( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) )حديث حسن رواه الترمذي وابن ماجه.

... وغير ذلك من الحكم والمصالح التي لا يحيط بها على التفصيل إلا الله جل وعلا، فهذان المثلان يوضحان لك إن شاء الله تعالى شيئًا من الحكم والمصالح في المرادات لغيرها، والله أعلم.

... س 177: ما الواجب على العبد اعتقاده في أفعال الله تعالى؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام