ومن مناقبه العظيمة: أنه منع الصحابة من أن يريقوا دم أحد من المسلمين بسبه وذلك لكمال صبره ورضاه بما قضاه الله وقدره. وقد كان يلح على الصحابة كثيرا إلا يعتلوا أحدا دفاعا عنه لعلمه رضي الله عنه أنه شهيد فأراد أن يلقى الله جل وعلا ولا يطلبه أحد بدم. ومناقبه كثيرة ولعل فيما مضى كفاية والله أعلم.
ج/ أقول: لقد اجمع أهل السنة والجماعة رفع الله نزلهم في الفردوس الأعلى، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفضل الخلق بعد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضٍ وهو رابع الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين المأمور بالإقتداء بهم، وهو من السابقين الأولين بالإسلام، وقد تربى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وهو زوج أبنته فاطمة رضي الله عنها وأرضاها وقد شهد المشاهد كلها غير تبوك، وقد لواء النبي صلى الله عليه وسلم بيده في مواطن كثيرة ولقد وردت الأدلة الكثيرة في إثبات فضله.
فمن ذلك: ما رواه الشيخان بسندهما من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر (لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه، فأتي به، فبصق في عينيه وأعطاه الراية وقال(أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم أدهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) وهذه منقبة عظيمة وشهادة من أصدق الخلق صلى الله عليه وسلم.