فهرس الكتاب
الصفحة 250 من 614

الفائدة الأولى: اعلم أن ما ورد مرفوعاً من تعداد هذه الأسماء لا يصح، فقد قال أبو العباس: إن تعينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بالحديث، وقد تتبعها بعض أهل العلم، والمرجع في ذلك القرآن وما صح من السنة والله أعلم.

الفائدة الثانية: قوله (من أحصاها) والمراد بذلك حفظها لفظاً والإيمان بها وبما تضمنته من الصفات وتمامه أن يتعبد لله بمقتضاها والله أعلم.

ج/ لا يقال من المحكم مطلقاً ولا يقال من المتشابه مطلقاً وبيان ذلك: أن المراد بالمحكم ما اتضح معناه والمتشابه ما خفي معناه ولم يعرف، وبناءً عليه فنقول: إن آيات الصفات من المحكم باعتبار معانيها بل هي من أعلى درجات المحكم لأننا نعلم معانيها كما قدمنا لك سابقاً، ومن المتشابه باعتبار كيفياتها لأننا لا نعلمها ولا طريق للعلم بها، وهذا المذهب الحق وسط بين مذهبين:

الأول: من يرى أنها من المتشابه مطلقاً أي لا يعلم معناها أصلاً فضلاً عن كيفيتها وهم المفوضة.

الثاني: من يرى أنها من المفهوم المعلوم حتى في كيفياتها وهم الممثلة.

فجاء أهل السنة فقالوا: بل هي من المحكم باعتبار ومن المتشابه باعتبار، فهي محكمة باعتبار معانيها ومتشابهة باعتبار كيفياتها، وهذا صورة من صور الوسطية التي تميز بها أهل السنة والجماعة والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام