فهرس الكتاب
الصفحة 444 من 614

.. ج 318: أقول: إن هذه الكلمة كلمة ضالة خبيثة فاجرة، يراد بها تمييع قضية الولاء والبراء، وهي من وسائل مكر الكفرة من اليهود والنصارى وغيرهم بالمسلمين، فإن مفادها ومؤداها تمييع قضية المحبة والعداوة وعدم التمييز بين الطيب والخبيث، فيعيش المسلم مع الكافر دون تحديد شخصية ولا معرفة دين ولا بيان معتقد، ويعيش الجميع تحت راية واحدة وأنه لا اعتبار باختلاف الأديان والاعتقادات والملل والنحل ما دام الوطن واحدًا، ولا حق لأحدٍ من أفراد هذا الوطن أن ينكر على الفرد الآخر ما يدين به ويعتقده، فكل يعتقد ما يشاء فهو حر في اعتقاده ولا دخل لأحدٍ فيه.

... وهذه دعوى لنبذ التفريق بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن، وبين حزب الله المفلحين وحزب الشيطان الهالكين، ومؤداها ترك الإنكار والأمر بالمعروف، وهي نفخة علمانية خبيثة يراد بها تعظيم صورة الوطن في النفوس وتقديم الوطنية على أخوة الدين، فالواجب رفضها والبراءة منها والإنكار على من يتلفظ بها، وهي كقولهم: (ما لله لله وما لقيصر لقيصر) ، أي أن الدين حقه جل وعلا وأما المواطنة فهي حق الجميع، فالجميع يعيش تحت راية واحدة، فتكون المحبة والعداوة والولاء والبراء مرتبطة بالمصالح الدنيوية الشخصية والعلاقات المادية، ولا دخل للعقيدة والدين فيها، فنعوذ بالله من فساد العقائد وخداع الألفاظ البراقة، فالحذر الحذر - أيها الأخ المبارك - من هذه الكلمة، فإنه يراد بها إزهاق روح الأخوة الإيمانية وإذهاب هيبة الولاء والبراء، والله المستعان، وهو أعلى وأعلم.

... س 319: كيف يتعامل المسلم مع المنافقين؟ مع توضيحها بالدليل؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام