... ج 320: صفاتهم كثيرة وقد فضحهم الله في القرآن غاية الفضيحة وبيَّن مكنون نفوسهم وما تحمله صدورهم من الغل والحسد والحقد لعباد الله تعالى، وبالتتبع لبعض الآيات والسور والأحاديث تبين لنا من صفاتهم ما يلي:
... فمنها: إخلاف الوعد ونقض المواثيق، قال تعالى: ? ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصَّدَّقنَّ ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقًا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ?.
... وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة ?: (( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان ) )، وهذه الصفة من أبرز صفاتهم قبحهم الله تعالى.
... ومنها: الكذب في الحديث والخيانة في الأمانة والفجور في المخاصمة، قال النبي ?: (( أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذ حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ) )متفق عليه.
... ومنها: لمز المؤمنين في صدقاتهم وتعبداتهم، كما قال تعالى: ? الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ?.
... ومنها: التذبذب بين فريق الإيمان وفريق الكفار، كما قال تعالى: ? مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ?، فهم يتكيفون حسب غلبة أحد الفريقين، فإن كانت الغلبة للكفار قالوا: ألم نكن معكم ونمنعكم من المؤمنين، وإن كانت الغلبة للمؤمنين قالوا: نحن معكم على الإسلام ضد الكفار، فهم كما قال رسول الله ?: (( مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذا مرة وإلى هذا مرة ) )رواه مسلم من حديث ابن عمر ?.