فهرس الكتاب
الصفحة 365 من 614

ج/ تنقسم البدعة باعتبار حكمها الشرعي إلى قسمين بدعة مكفرة وبدعة غير مكفرة، أي من البدع ما يحكم عليه بأنه كفر، ومن البدع ما لا يصل إلى درجة الكفر بل يبقى في درجة الظلم والفسق، فمثال البدعة المكفرة بدعة الجهمية أتباع الجهم بن صفوان الترمذي، فإن بدعة هؤلاء كفروا ببدعتهم وقد تقلد كفرهم خمسمائة عالمٍ من أهل السنة وذكر بعض أهل السنة المتأخرين اتفاق أهل السنة على أن الجهمية كفار خارجون عن الثلاث وسبعين فرقة ولا أن يوصفوا بأنهم من أهل القبلة، ومن البدع المكفرة بدعة القول بخلق القرآن ولذلك فقد أتفق السلف على أن من قال بخلق القرآن فإنه كافر، ومن البدع الكفرة بدعة القدرية الذين ينكرون علم الله السابق والكتابة السابقة ويزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف، وقد أتفق على تكفيرهم من تأخر موته من الصحابة كابن عمر وأنس وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم، وسار أهل السنة على هذا الاتفاق ولذلك قالوا: ناظروهم في العلم في العلم فإن أنكروه كفروا وإن أثبتوه غلبوا، ومن البدع المكفرة بدعة دعاء الأموات والذبح لهم والاستغاثة لهم في كشف الملمات وتفريج الكربات، والركوع والسجود إلى القبور والحلف بغير الله تعظيما له كتعظيم الله تعالى، كل ذلك بدع مكفرة، وهذه بعض الأمثلة. وأما البدع التي لا تصل إلى حد الكفر، فكبدعة شد الرحال إلى القبور وبدعة الأذكار الجماعية أدبار الصلوات وبدعة تخصيص مكان أو زمان معين ببعض العبادات وبدعة إخراج العمل من الإيمان وبدعة تكفير مرتكب الكبيرة، ونحو ذلك، والله أعلم.

س 287/ كيف الجواب على من يقول: أن من البدع ما يكون حسناً ويستدل بقول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على أبيّ رضي الله عنه في صلاة التراويح فخرج فقال(نعمت البدعة هذه)؟

ج/ أقول: لا دلالة في هذا القول على ما يريده هذا المدعي وبيان ذلك من وجوه:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام