فهرس الكتاب
الصفحة 341 من 614

الرابعة: الشفاعة في رفعة الدرجات في الجنة، فصارت الشفاعات بذلك سبع شفاعات، ثلاث منها خاصة به صلى الله عليه وسلم والباقي عام له ولسائر المؤمنين والله أعلم.

ج/ المراد بها شفاعته صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف لفصل القضاء بينهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون أشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول: لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأقول:ـ أنا لها فاستأذنت على ربي لي ويلهمني محامد أحمده بها الآن فاحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال: يا محمد ارفع راسك وقل يسمع لك واشفع تشفع وسل تعط، فأرفع راسي وأقول: يا رب أمتي أمتي - الحديث الطويل - متفق عليه وقد أجمع السنة على إثباتها. فإذا جمع الأولين والآخرين في صعيد واحد فإن الشمس تدنو منهم والعرق يبلغ منهم كل على قدر أعماله فيبلغ الناس من الكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون فيقول بغض الناس لبعض ألا ترون إلى ما قد بلغكم ألا ترون ما أنتم فيه، ألا ترون من يشفع لكم إلى ربكم. فيأتون آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام، كلهم يعتذر عن ذلك ويقول (إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، ويذكر ما عنده مما أخطأ فيه، فيقول آدم عليه السلام (وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي، ويقول نوح عليه السلام (وإنه كانت لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي، وإبراهيم عليه السلام ذكر تعريضاته الثلاث، وموسى يقول (وإني قتلت نفسًا لم أمر بقتلها نفسي نفسي، وأما عيسى

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام