فهرس الكتاب
الصفحة 85 من 614

.. الأول: ظن أن الله تعالى مسلم رسوله وعباده المؤمنين إلى عدوهم وأن إدالة يد الكفر عليهم ستكون مستمرة دائمة، وأن الدين سيضمحل وأنهم إذا بذلوا في إطفاء ذلك الأمر وحاربوه بكل ما أتوه من وسيلة وقاوموه فإنه سينتهي، وأن الله تعالى لا ينصر رسوله ولا ينصر كتابه ولا ينصر عباده المؤمنين، وهذا هو المراد بقوله تعالى: ? بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدًا وظننتم ظن السوء وكنتم قومًا بورًا ?.

... الثاني: ظن أن أفعال الله تعالى وأقداره خالية عن الحكمة والمصلحة وأنه يفعل لا لحكمة ولا لغاية محمودة كما ظنه طوائف من أهل الكلام، وهذا من سوء الظن به جل وعلا وهو ظن منافٍ لكمال حكمته وعلمه وخبرته جل وعلا.

... الثالث: ظن أن ما يقع في الكون من الحوادث أنه خارج عن قدر الله تعالى، أي إنكار القدر كما هو قول القدرية الذين ينكرون تقدير الله تعالى لما كان وسيكون أو ينكرون خلقه لأفعال العباد، وعلى ذلك فالسلف فسروا الظن السيئ بثلاث تفاسير كلها صحيحة لأنه من قبيل خلاف التنوع ففسر بإنكار بالقدر وفسر بإنكار الحكمة وفسر بأن الله تعالى لن ينصر رسوله وأن أمره سيضمحل ويبيد، وكل ذلك محرم ولاشك في تحريمه، وكله منافٍ لكمال التوحيد الواجب وبعضه منافٍ لأصل التوحيد، فنعوذ به جل وعلا من أن نظن به غير الحق.

... والضابط في ظن السوء أنه كل ظن لا يليق بالله جل وعلا، والله أعلم.

... س 85: لماذا حرم هذا الظن؟

... ج 85: حرم هذا الظن لعدة أمور:

... منها: لأنه منافٍ لما يجب اعتقاده في الله تعالى، فإنه يجب أن نعتقد أن الله تعالى كامل في ذاته وكامل في صفاته وكامل في أفعاله الكمال المطلق الذي لا يعتريه نقص بوجه، وهذا الظن منافٍ لهذا الكمال.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام