.. وبعض أهل العلم يقول: الساعة لها ثلاث معانٍ: صغرى، ووسطى، وكبرى، ويعني بالصغرى موت الفرد، وبالوسطى موت أهل القرن، وبالكبرى القيامة الكبرى، وهو خلاف في عبارة، والله تعالى أعلى وأعلم.
... ج 325: أقول: قسَّم أهل العلم أشراط الساعة باعتبار ذاتها إلى قسمين: أشراط صغرى، وأشراط كبرى، ويجمعها قول الله عز وجل: ? فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ?، وذكر أهل العلم - رحمهم الله تعالى - أن الأشراط الصغرى هي التي تتقدم الساعة الكبرى بأزمانٍ بعيدة متطاولة، وتكون في أصلها معتادة الوقوع، مثل: قبض العلم، وظهور الجهل، وشرب الخمور، ونحو ذلك مما سيأتي - إن شاء الله تعالى -.
... وأما الأشراط الكبرى، فهي التي تقارب قيام الساعة مقاربة وشيكة سريعة، وتكون في ذاتها غير معتادة الوقوع، كالدخان، والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، ونحو ذلك مما سيأتي بيانه - إن شاء الله تعالى -.
... وبه تعلم أن أشراط الساعة الصغرى تختلف مع الكبرى من عدة فروق: أحدهما: أن الأشراط الصغرى تتقدم قيام الساعة بأزمنة كبيرة مديدة، وأما الأشراط الكبرى في التي تقارب قيام الساعة جدًا.
... والفرق الآخر: هو أن الأشراط الصغرى معتادة في ذاتها، وأما الأشراط الكبرى فإنها في ذاتها غير معتادة.
... فهذا بالنسبة لتقسيم أشراط الساعة باعتبار ذاتها.
... وأما أقسامها باعتبار ظهورها من عدمه، فقد قسمها أهل العلم إلى ثلاثة أقسام:
... الأول: قسم منها ظهر وانقضى.
... الثاني: قسم ظهر ولا زال يتتابع ويكثر.
... الثالث: قسم لم يظهر إلى الآن.
... فأما القسمان الأولان فهما من أشراط الساعة الصغرى، وأما القسم الثالث فهو الأشراط الكبرى وبعض الأشراط الصغرى، والله أعلم.