.. ومن المعلوم أن الله تعالى قد سمى صفاته بأسماء كأسماء صفاتنا، فلما ظهرت نتيجة هذه القاعدة، افترقوا واختلفوا لأن الممثل رضي بهذه النتيجة فوقع في التمثيل، والمعطل أباها وحاص ولاص لأنه لا يستطيع أن يغيرها أو يزيد فيها أو ينقص، فلم يجد مساغًا إلا تعطيل الله تعالى عن أسمائه وصفاته فرارً من محذور التمثيل.
... فسبب تمثيل الممثلة هو قولهم: الاتفاق في الأسماء يستلزم الاتفاق في الصفات، وسبب تعطيل المعطلة هو الفرار من نتيجة هذه القاعدة، فهي معتمدة عندهم ولم يتجرءوا على مساسها بشيء، لكنهم قدروا على تحريف كلام الله ورسوله ? ليتوافق مع هذه القاعدة، فهذه القاعدة هي سبب ضلالهم، فاستعذ بالله من سبيلهم وتمسك بحبل الله، واتبع الهدى والتزم بالمنهج السليم والصراط المستقيم، والله أعلم.
... ج 189: أهل السنة - رحمهم الله تعالى - صححوا هذه القاعدة بزيادة حرف فيها، وبه يكون المعنى صحيحًا سليمًا متوافقًا مع الكتاب والسنة وهو حرف (لا) فصار نص القاعدة هكذا: (( الاتفاق في الأسماء لا يستلزم الاتفاق في الصفات ) )، فانظر كيف تغير المعنى من البطلان إلى الصحة ومن الخطأ إلى الرشاد، بزيادة هذا الحرف، فالقاعدة بدون هذا الحرف باطلة كل البطلان، وهي بهذا الحرف صحيحة كل الصحة، وقد شرحتها في كتابي (القواعد المذاعة) .
... وأما جواب أهل السنة - رحمهم الله تعالى - على ما أصله الممثلة والمعطلة فقد أجابوا بأن قاعدتهم التي أصلوها مناقضة للمنقول والمعقول والمحسوس.