.. فهذه جملة النواقض التي يدخل تحتها سائر النواقض المذكورة في باب حكم المرتد، والله أعلم.
... ج 18: الدعاء نوعان: دعاء العبادة، ودعاء المسألة.
... فدعاء العبادة هو أن يفعل العبد من صلاة أو صدقة أو صيام أو حج وعمرة أو ذكر من تسبيح وتهليل وتكبير، ونحو ذلك، فهذه الأشياء من دعاء العبادة؛ لأن العبد يريد بفعل ذلك ثواب الله تعالى ويخاف عقابه، فهو بهذه الأشياء قد دعاء الله ضمنًا.
... وأما دعاء المسألة فهو دعاء الطلب بمعنى أن يرفع العبد يديه ويدعو ربه بما شاء.
... وأما العلاقة بينهما فإنهما متلازمان لا ينفكان أبدًا وبيان ذلك أن دعاء العبادة متضمن لدعاء المسألة، ودعاء المسألة مستلزم لدعاء العبادة.
... فالدعاء هو العبادة كما أخبر به النبي ?، فكل شيء شرعته لنا الشريعة شرع إيجاب أو استحباب فإنه لا يخرج عن أحد نوعي الدعاء، إما أن يكون من دعاء العبادة وإما أن يكون من دعاء المسألة، والله أعلم.
... س 19: ما المراد بقولك في النونية (وكلاهما في النص متفقان) ؟
... ج 19: المراد به أن يقال: قوله: (وكلاهما) أي دعاء العبادة ودعاء المسألة، وقوله: (في النص متفقان) أي أن النص من الكتاب والسنة إذا ورد فيه لفظ (دعا) وما تصرف منها فإنه يصح أن يفسر بدعاء العبادة وبدعاء المسألة، وقد يترجح أحدهما في بعض النصوص لبعض القرائن، فإذا رأيت المفسرين قد اختلفوا على قولين في تفسير لفظ الدعاء الوارد في النصوص فقال بعضهم المراد دعاء المسألة وقال بعضهم بل المراد دعاء العبادة فاعلم أنه من قبيل خلاف التنوع لا التضاد؛ لأنهما متلازمان لا ينفكان أبدًا، والله أعلم.
... س 20: هل هناك أمثلة توضح لنا هذا الكلام؟
... ج 20: نعم الأمثلة كثيرة، وإنما أذكر لكم بعضها من باب التمثيل فقط فأقول: