الثاني: أتفق أهل السنة والجماعة على إثبات اليدين لله تعالى وأنهما يمين في البذل والعطاء والإنفاق وأن إحداهما يمين في الاسم أيضاً، هذا كله متفق عليه ولكن اختلفوا في أسم اليد الأخرى على قولين: فالأكثر على أنها يمين في الاسم أيضاً واستدلوا على ذلك بالحديث الذي فيه (وكلتا يدي ربي يمين مباركه) وبحديث (وكلتا يديه يمين) وهما في الصحيح، فهذه المسألة أعني مسألة اسم اليد الأخرى من المسائل التي ثبت فيها الخلاف بين أهل السنة، وهو يسير والمرد عند الخلاف إلى الكتاب والسنة، وقد ذكرت دليل من نفى تسميتها بالشمال، وذهب بعض أهل السنة إلى أنها شمال في الاسم فقط لكنها يمين في البذل والإنفاق والعطاء، أي هي يمين في الخير والبركة واستدلوا على ذلك بما رواه مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر رصي الله عنهما (يقبض الله تعالى سماواته فيأخذهن بيمينه ثم يهزهن فيقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين فيأخذهن بشماله فيهزهن ويقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون) فأنت ترى هنا أنه سماها بالشمال، وقد قدح في هذه الزيادة جمع من أهل العلم،ولكن لا داعي للقدح فيها ولا ردها ولا دعوى أنها شاذة أو منكرة، وبناءً عليه فنقول: إن كانت هذه اللفظة محفوظة عن النبي صلى الله عليه وسلم فإننا نقول بها ونطلق على اليد الأخرى اسم الشمال ونقول فيها ما نقوله في سائر صفاته جل وعلا، من أنها شمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه فنثبتها لله تعالى إثباتاً بلا تمثيل وننزه الله تعالى النقص تنزيهاً بلا تعطيل، لكن لابد من النظر أولاً في ثبوتها، والبحث في حال عمر بن حمزة الذي يروي هذا الحديث عن سالم عن ابن عمر، والله أعلم.