فهرس الكتاب
الصفحة 42 من 614

.. الثالث: وهو الخطير والأمر الكبير، وهو الذبح للغير بقصد التقرب والتعبد للمذبوح له، وهذا هو الطامة الكبرى والشرك الأكبر، وهذا هو الذي يتكلم عليه علماء الاعتقاد، ودليل ذلك قوله تعالى: ? فصل لربك وانحر ?، وقوله تعالى: ? قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأن أول المسلمين ?.

... والذابح لغير الله ملعون كما في صحيح مسلم من حديث علي ? قال: (( لعن رسول الله من ذبح لغير الله ) )، وعند أحمد في الزهد من حديث طارق بن شهاب أن النبي ? قال: (( دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب ) ). قالوا: كيف ذلك يا رسول الله؟ قال: (( مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئًا، فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء أقرب. قالوا: قرب ولو ذبابًا، فقرب ذبابًا فخلو سبيله، فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب. فقال: ماكنت لأقرب لأحدٍ شيئًا دون الله عز جل فضربوا عنقه فدخل الجنة ) ).

... وقد انعقد الإجماع على الذبح لغير الله بنية التقرب والتعبد للمذبح له شرك أكبر مخرج عن الملة بالكلية، والله أعلم.

... س 40: هل ضربت لنا أمثلة على الذبح لغير الله تعالى؟

... ج 40: نعم، على الرحب والسعة.

... فمن أمثلة ذلك: ما يذبحه عباد القبور إلى من يزعمون أنه من الأولياء والصالحين، فترى الواحد - عافاهم الله من هذا البلاء - يأتي بالذبيحة من بهيمة الأنعام أو من الدجاج ونحو ذلك فيريق دمها على القبر أو قريبًا منه في المكان المخصص لذلك متقربًا بذلك لصاحب القبر.

... ومن الأمثلة: ما يذبح عند السحرة أو بأمرهم لمن يخدمهم من الشياطين متقربين به إلى ذلك الشيطان ليحقق لهم بعض مقاصدهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام