فهرس الكتاب
الصفحة 221 من 614

.. المثال الأول: نعيم الجنة، فإن الله تعالى لما ذكر نعيم الجنة سماه بأسماء توافق أسماء ما عندنا من النعيم في الدنيا، فذكر أن في الجنة نخلاً ورمانًا وفاكهة ونساءً وأنهارًا وعسلاً ولبنًا وخمرًا وآنية وكؤوسًا وماءً وظلاً وفرشًا وحريرًا وثيابًا وذهبًا وفضة وزنجبيلاً وخيامًا وكافورًا وعيونًا وغير ذلك من أصناف النعيم، وإذا نظرت إلى هذه الأسماء وجدتها بعينها أسماء النعيم عندنا في الدنيا، لكن هذا الاتفاق في الاسم لا يستلزم أبدًا الاتفاق في المسمى، كما قال تعالى في الحديث القدسي: (( أعددت لعبادي الصالحون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) )، وقال قبل ذلك في القرآن: ? فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون ?.

... وقال ابن عباس ?: (( ليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء ) ).

... وإذا كانت تلك الحقائق التي أخبر الله عنها أنها من نعيم الجنة هي موافقة في الأسماء للحقائق الموجودة عندنا من نعيم الدنيا، وليست مماثلة لها بل بينهما من التباين ما لا يعلمه إلا الله تعالى، فالخالق سبحانه وتعالى أعظم مباينة للمخلوقات من مباينة المخلوق للمخلوق، وهذا مثال واضح - إن شاء الله تعالى -، والله أعلم.

... المثال الثاني: الروح التي بين جنيك، فإن الأدلة قد وصفتها بصفات معلومة عندنا، فوصفت بأنها تقبض وتطرح وتكفن ويصعد بها وتنزل وتذهب وتجيء ونحو ذلك من الصفات، والعقول قاصرة عن تكييفها وتحديدها، ولذلك اضطربت أقوال الناس فيها، فإذا كانت الروح متصفة بهذه الصفات مع عدم مماثلتها لما يشاهد من المخلوقات فالخالق أولى بمباينته لمخلوقاته مع اتصافه بما يستحقه من الأسماء والصفات، والله أعلم.

... س 191: ما العلاقة بين الممثل والمعطل؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام