فهرس الكتاب
الصفحة 52 من 614

.. ج 50: من حلف بغير الله تعالى فإنه قد وقع في الشرك الأصغر، إلا أنه إن كان قد صاحب حلفه تعظيم كتعظيم الله تعالى فإنه في هذه الحالة يكون قد وقع في الشرك الأكبر، كما يفعله عباد القبور والأولياء فإن أحدهم إذا أراد أن يحلف كاذبًا فإنه يحلف بالله تعالى، وإذا أراد أن يغلظ الأيمان ويبر فيها ويظهر أنه صادق فإنه يحلف بوليه الذي يعظمه، وهذا عين الشرك الأكبر ولاشك، ومن حلف بغير الله تعالى فإن كفارة ذلك أن يقول: لا إله إلا الله، لحديث: (( من حلف فقال واللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله ) )وهو في الصحيح؛ وذلك لأنه بهذا الحلف قد جرح توحيده بالشرك فلابد من جبر ذلك الجرح إن كان الشرك أصغرًا، أو يكون بذلك مجددًا إسلامه إن كان أكبرًا، والله أعلم.

... س 51: هل لك أن تمثل لنا على نماذج من الحلف بغير الله تعالى؟

... ج 51: نعم على الرحب والسعة، فمن ذلك: الحلف بالنبي ? فيقول: والنبي، وليس بحجةٍ علينا أنه مما يجري على اللسان من غير قصد أو أنه نشأ في بلدة يحلف أهلها بذلك فإن الإنسان متعبد بما جاء به النص لا بما وجد عليه أهل بلده.

... ومن ذلك: الحلف بالأمانة فيقول: والأمانة. أو كالحلف بالشرف، فيقول: وشرفي، أو وشرف أبي أو أمي. أو كالحلف بالبدوي، أو زينب، أو الحسن، أو برأس أحدٍ من المخلوقين، أو بالعهد والميثاق، أو بالكعبة، أو بمقام إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -، أو بتربة القبر الفلاني، أو بالعيش والملح، أو يقول: وحياتك يا فلان أو وحياتي، ونحو ذلك.

... كله محرم وشرك؛ لأن الحلف عبادة فلا يعقد إلا بالله تعالى ولما مضى من الأدلة، والله أعلم.

... س 52: ما حكم الحلف بآيات الله؟ مع الدليل.

... ج 52: هذا السؤال مجمل، وجوابه لابد فيه من التفصيل فأقول:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام