.. وقد اختلف أهل العلم في هذا الدخان المذكور في الآية على قولين: الأقرب منها قول ابن عباس - رضي الله عنهما - ومن تبعه من السلف من أنه لم يظهر بعد، وأنه علامة من العلامات الكبرى للساعة، فهو - أي الدخان - من الآيات المنتظرة التي نسأل الله تعالى أن نموت قبل ظهور شيء منها.
... وأما السنة: ففي حديث حذيفة بن أسيد الغفاري ? عند مسلم قال: اطلع علينا رسول الله ? ونحن نتذاكر الساعة، فقال: (( إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات ) )فذكر منها: (( الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم ... ) )الحديث.
... وقد أجمعت الأمة على أن الدخان من علامات الساعة، ولكنهم اختلفوا هل هو من علاماتها الصغرى التي ظهرت وانقضت، أو هو من العلامات الكبار التي لازالت تنتظر كغيرها من العلامات؟ والصحيح: أنه من العلامات الكبار التي لازالت تنتظر، وأما ما ورد في الصحيحين من حديث ابن مسعود أنه ما رأته قريش من شدة ما أصابها من الجوع والعطش، فإن هذا نوع منه ولكنه ليس هو حقيقة، فإن ما يراه شديد الجوع من الغتمة في الأفق إنما هو شيء يتوهمه بسبب شدة الجوع، والدخان الذي أخبر به النص دخان حقيقي، بل هو موصوف بأنه دخان مبين وأنه يغشى الناس، وليست قريشًا وحدها، ولأن النبي ? قال لابن صياد: (( إني خبأت لك خبأً ) )فقال: هو الدخ. فقال: (( اخسأ فلن تعدو قدرك ) ).
... وهذه القصة في المدينة، وهذا يدل على أنه مما ينتظر لا أنه مما مضى وانقضى، والله ربنا أعلى وأعلم.
... ج 342: العلامة السابعة، هي طلوع الشمس من مغربها - والعياذ بالله أن ندرك ذلك الزمن -.
... وقد ثبت ذلك بالقرآن، والسنة، والإجماع.