فهرس الكتاب
الصفحة 230 من 614

.وأما باعتبار كيفياتها: فهي التي لا نعلمها ولا سبيل لنا إلى علمها، وذلك لانعدام طرق العلم بالكيفية، فإن كيفية الشيء لا تعلم إلا برؤيته نفسه، أو برؤية مماثل له، أو بإخبار الصادق عن هذه الكيفية، وكلها منعدمة في حق كيفية صفات الله تعالى، فإننا لم نره ولن نراه في هذه الدنيا، ونسأله جل وعلا أن لا يحرمنا رؤيته في الآخرة، وليس له نظير أو مثيل حتى يستدل به عليه، ولم يخبرنا ? عن كيفية شيء من صفاته وإنما أخبرنا بالصفة فقط ولم يخبرنا عن كيفية الصفة، فالواجب هو الوقوف حيث وقف النص لا نتعدى القرآن والحديث، وإذا أردت أن تحفظ القاعدة في ذلك فهذا نصها: (( أهل السنة والجماعة يعلمون معاني الصفات ويجهلون كيفياتها ) )، والله أعلم.

... فتقول مثلاً: أنا أعلم معنى الوجه وأجهل كيفيته، وأعلم معنى الاستواء ولكن أجهل كيفيته، وأعلم معنى اليد وأجهل كيفيتها، وأعلم معنى النزول وأجهل كيفيته، وأعلم معنى القدم والرجل والساق وأجهل كيفيتها، وهكذا والله أعلم.

... س 195: كيف الجواب عمن يحتج على أهل السنة بمعرفة المعنى بقول الإمام أحمد:(( نؤمن بآيات الصفات لا كيف ولا معنى ))، فكيف ينفي المعنى وأنت تقول:(أهل السنة يعلمون المعنى)؟

... ج 195: لا إشكال في ذلك ولله الحمد والمنة، فإن هذا القول الصادر من هذا الإمام لابد من فهمه وإنزاله منزلته وقرنه بأقواله الأخرى.

... فأما قوله: (( لا كيف ) )فهذا لا إشكال فيه ولم يسبق الكلام من أجله أصلاً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام