.. ج 131: لا، بل هو عام لكل من مات سواءً دفن أو لم يدفن، وسواء احترق وتفرقت أجزاؤه، أو أكلته السباع، أو سفته الريح، أو غرق في البحر وأكلته الأسماك، أو صلب وبقي على الجذع حتى تحللت أعضاؤه أو غير ذلك، كل هؤلاء يسألون وينعمون إن كانوا من أهل النعيم، ويعذبون إن كانوا من أهل العذاب؛ لأن الأمر غيب وقد أثبته الدليل والله قادر على كل شيء وأمور البرزخ من أمور الآخرة فلا يجوز إعمال العقل فيها، بل الواجب التسليم للنصوص والوقوف حيث وقفت، وفي الصحيح: في الرجل الذي أسرف على نفسه بالمعاصي فأوصى أبناءه إذا أنا مت فاحرقوني ثم ذروني في يوم ريح حتى لا يقدر علي ربي فيعذبني، فأمر الله به فاجتمع ... الحديث، فالله تعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، آمنا بما صح به النقل، فلا ندخل في هذا الباب متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا، والله أعلم.
... ج 132: فيه قولان لأهل السنة، والأقرب والله أعلم أنهم لا يسألون؛ لأنهم ليسوا من أهل التكليف، لفقدهم أهلية التكليف، ولأن القلم مرفوع عنهم، ولأنهم ليسوا من أهل الابتلاء والاختبار، وإذا سلمنا أنهم لا يسألون في قبورهم فإنهم يوفقون للإجابة؛ لأن الله تعالى لا يعذب من ليس من أهل العذاب سبحانه وتعالى، وبه تعلم أن الخلاف يشبه أن يكون لا ثمرة له، والله أعلم.
... س 133: كيف نجيب على من ينكر عذاب القبر ونعيمه لأنه لا يحس فلو فتح قبر المؤمن لم نر نعيمًا ولو فتح قبر الكافر لم نر عذابًا، فكيف نجيب عنه؟
... ج 133: أقول: هنا مفترق الطرق بين الموفقين الذين يؤمنون بالغيب وبين الخاسرين المخذولين الذين لا يؤمنون إلا بالمحسوسات، والجواب عن هذا من جوه: