فهرس الكتاب
الصفحة 340 من 614

الثانية: طائفة غلت في إثبات الشفاعة حتى تجاوز بهم الحد الشرعي فجوزوا طلبها من الأموات كالأنبياء والأولياء والصالحين، حتى أثبتوها لبعض الجمادات كما قال الله تعالى (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) )وقال عنهم (( هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) )فرد الله عليهم وكذبهم في زعمهم هذا فقال (( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) )وقال تعالى (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) )وقد عاب الله تعالى على الذين اتخذوا شفعاء من دونه وهم لا يملكون شفاعة ولا يعقلون لأنهم إما أموات غير أحياء وإما جمادات فقال تعالى (( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون * قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون ) )وقال تعالى (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) )فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون في معبوداتهم هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن.

الثالثة: أهل السنة والجماعة: فقد أثبتوا الشفاعة الشرعية واعتمدوا ما جاء في شأنها في الكتاب والسنة وأنها لا تطلب إلا من الله تعالى، وسيأتي في الأسئلة بعدها زيادة توضيح لذلك والله أعلم.

ج/ كنها ما هو عام ومنها ما هو خاص، ونعني بالخاص أي بالنبي وحده صلى الله عليه وسلم، ونعني بالعام، أي لسائر النبيين والملائكة والصديقين والشهداء والصالحين ومن مات صغيراً ولعامة المؤمنين، فأما الشفاعات الخاصة فثلاث:

الأولى: الشفاعة العظمى، الثانية: الشفاعة في أهل الجنة ليدخلوا الجنة، الثالثة: الشفاعة في عمه أبي طالب، وأما الشفاعات العامة فأربع:

الأولى: الشفاعة فيمن أستحق النار إلا يدخلها، الثانية: الشفاعة فيمن دخلها من أهل القبلة ممن معه أصل الإسلام أن يخرج منها، الثالثة: الشفاعة في أهل الأعراف

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام