فهرس الكتاب
الصفحة 400 من 614

الثاني: سب الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما شببا يقدح في عدالتهم وديانتهم كاعتقاد كفرهم أو أنهم كتموا شيئا من الوحي أو أنهم خانوا النبي صلى الله عليه وسلم فهذا أيضا فاعله كافر ولا شك في كفره لمخالفته النصوص الكثيرة المتواترة التي وردت في فضلهما وعلو قدرهما كما سيأتي طرف منها إن شاء الله تعالى.

الثالث: سب عائشة رضي الله عنها بما برأها الله جل وعلا منه، فهذا كفر بلا شك، ومن يشك في كفره فهو كافر لأنه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام براءتها من ذلك بالكتاب والسنة، فحقيقة قوله تكذيب الكتاب والسنة، وفاعل ذلك لا شك في كفره نعوذ بالله من أن تتفوه ألسنتنا بشيء من ذلك.

الرابع: إذا اقترن بالسب دعوى أن عليا إله أو أنه كان هو النبي وإنما غلط جبريل في الرسالة فهذا أيضاً لا شك في كفره، بل لا شك في كفر من توقف في كفره، ومثله أيضاً من زعم أن القرآن نقص منه آيات وأنها كتمت فهو كافر الكفر الأكبر المخرج من الملة. والعياذ بالله.

الخامس: أن يسب بعضهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك، فهذا لا يكفر بذلك ولكن فاعله يستحق التعزير الشديد والتأديب البليغ الذي يردعه وأمثاله عن هذا القول العظيم في خير الخلق بعد الأنبياء، قال أبو العباس (وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم) أ. هـ فهذا التفصيل هو الذي يجمع ما نقل عن أهل العلم في ذلك، والله يتولانا وإياك وهو أعلى وأعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام