.. ج 67: أقول: هذا باب واسع، قد اتسع فيه الخرق على الراقع وقد عمت البلوى في كثير من بلاد الإسلام والعرب وغيرها بهؤلاء المشايخ الذين هم في الحقيقة مشايخ الضلال والبدعة، فإنهم يأمرون أتباعهم بتعظيمهم التعظيم الزائد على الحد المشروع حتى يعتقد المريد أن شيخه هو البركة بعينها، فتراه يتمسح به أو بآثاره ويضفي عليه العصمة ويقبل الصادر والوارد منه بلا تفكير ولا مناقشة وهذا كله ضلال وبدعة، بل قد يصل بصاحبه في كثير الأحيان إلى الشرك المخرج من الملة، فالواجب نصح هذه الطائفة وكشف الشبه عندهم ودعوتهم إلى الاعتقاد الصحيح، وهذا واجب عيني على أهل العلم، أعانهم الله على القيام به خير القيام، والله أعلم.
... ج 68: الكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل اعتمادًا على الاستعانة بالشياطين.
... وأما حكمه: فهو مشرك بالله جل وعلا الشرك الأكبر؛ وذلك لأنه يستخدم الجن ولا يمكن أن تخبره الجن بالمغيبات إلا إذا تقرب إليها بأنواع العبادات، وهذا من استمتاع الجن بالإنس الداخل في قوله تعالى: ? ربنا استمتع بعضنا ببعض ?، فالكاهن يستمتع بما تخبره به الشياطين من الأمور الغيبية والشياطين تستمتع بما يتقرب لها من أنواع العبادات، وكانت الكهانة منتشرة في بلاد العرب في الجزيرة وغيرها.