ج/ القاعدة المعتمدة عند أهل السنة في باب التوسل تقول: (الأصل في التوسل التوقيف على الدليل الشرعي الصحيح الصريح) وبيانها أن يقال أن المتقرر عند أهل الإسلام أن باب التعبد لله تعالى باب توقيفي على الدليل، فلا يجوز إثبات شيء منها إلا إذا أثبته الدليل فما أثبته الدليل مها أثبتنها وما نفاه منها نفيناه وما لم يثبته ولم ينفه فالأصل عدمه من المعلوم أن باب التوسل من أبواب العبادات فهو عبادة لأن مبناه على أنك تتقرب إلى الله تعالى باتخاذه الوسيلة المعينة المحبوبة له جل وعلا، وحيث كان عباده فالأصل فيه التوقيف تفريعاً على القاعدة في العبادات، وبناءً عليه فلا يجوز لك أيها الأخ المبارك أن تتوسل بشيء وتعتقد من جملة ما يتوسل به إلا وعليه دليل من الكتاب أو صحيح السنة، وما لا دليل عليه فأحذره، فليس باب التوسل مفتوحاً للشهوات وآراء الرجال والهوى والأحاديث الضعيفة أو الموضوعة أو الأذواق، بل هو باب توقيفي على الدليل فما ورد الدليل بجواز التوسل به فيجوز التوسل به، وما لم يرد على جوازه دليل فقف منه موقف المنع لأن الأصل في باب التوسل التوقيف على الدليل الشرعي الصحيح والله أعلم.