فهرس الكتاب
الصفحة 239 من 614

ج/ أقول: صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: صفات ذاتية وصفات فعلية، والصفات الذاتية هي الملازمة للذات لا تنفك عنها أزلاً وأبداً، وأما الصفات الفعلية فهي المتعلقة بالمشيئة، أي متى ما شاء فعلها ومتى شاء لم يفعلها، ويمثل للصفات الذاتية: بالوجه والبصر والحياة والوجود والسمع والقدم والساق وغير ذلك، ويمثل للصفات الفعلية: بالنزول إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر، والرضى والغضب ونحو ذلك والله أعلم.

ج/ إن هذا السؤال سؤال مجمل يحتاج إلى تفصيل والقاعدة عند أهل السنة رحمهم الله تعالى في ذلك تقول: أسماء الله تعالى مترادفة من حيث الذات ومتباينة من حيث الصفات، وبيان ذلك أن يقال: إن التباين يكون بالنظر إلى إن كل اسم من أسمائه جل وعلا يدل على صفة كمال ليست هي الصفة التي يدل عليها الاسم الآخر، فالقدير يدل على القدرة والسميع يدل على السمع، فالقدير والسميع متباينان من حيث النظر إلى ما تضمناه من الصفات، لكنهما اسم لذاتٍ واحدة وهي ذات الباري جل وعلا، والعزيز يدل على صفة العزة والعلي يدل على صفة العلو والعزة ليست هي العلو، فالعزيز والعلي من حيث النظر إلى صفاتهما متباينان، ولكنهما اسم لذات الباري جل وعلا وهي واحدة ولا تتعدد، والقوي يدل على صفة القوة، والعليم يدل على صفة العلم، والقوة ليست هي العلم فهما من هذا الاعتبار متباينان لكنهما اسم لذات واحدة، وهكذا، فأسماء الله تعالى إذا نظرت إلى أنها جميعها تدل على ذات واحدة وهي ذات الباري جل وعلا نقول: مترادفة، وإذا نظرت إلى ما تضمنته من الصفات فهي متباينة فلا نقول: متباينة مطلقاً ولا مترادفة مطلقاً بل نقول: مترادفة من حيث الذات ومتباينة من حيث الصفات، وأضرب لك ثلاثة أمثلة ليتضح لك الأمر أكثر فأقول:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام