نفاه من الصفات؛ لأن المتقرر في الشرع أن القول في بعض الصفات كالقول في بعض.
... ويقال أيضًا: إن أخاك المعتزلي ينكر عليك إثباتك لهذه الصفات السبع؛ لأنه ينفي الصفات كلها، وهو - أي المعتزلي - يورد على إثباتك لهذه السبع بعض الشبه والإيرادات والإلزامات وأنت لابد أن تجب عن ذلك دفاعًا عن مذهبك في إثبات هذه السبع، فيأتي أهل السنة ويقولون لك: أيها الأشعري إن ما تجيب به أخاك المعتزلي دفاعًا عن إثباتك لهذه الصفات السبع هو بعينه جوابنا عليك فيما تورده من الشبه في نفيك لباقي الصفات، وبالجملة فالأشاعرة من أعظم الفرق تناقضًا في باب الصفات؛ لأنهم يفرقون بين المتماثلات ويجمعون بين المختلفات.
... ويقال له أيضًا: أيها الأشعري: هل أنت تقول إن ذات الله كسائر الذوات؟ فسيقول: لا، بل له ذات تخصه ليست كالذوات، فإذا قال ذلك فقل له: فإذا كنت تثبت أن لله ذاتٍ ليست كالذوات فعليك لزامًا أن تقول إن صفاته ليست كالصفات؛ لأن اختلاف الذوات موجب لاختلاف الصفات، وقد تقرر عند العقلاء من بني آدم أن القول في الصفات فرع عن القول في الذات، فإذا كنت تعتقد أن ذات الله تعالى لا تماثل الذوات فاعتقد أن صفات هذه الذات لا تماثل الصفات وإلا وقعت في التناقض والاضطراب الذي لا مخرج له منه.