فهرس الكتاب
الصفحة 118 من 614

.. فمن ذلك: أن بعض الطوائف تعتقد أنهم يتصفون بشيء من صفات الألوهية فعبدوهم من دون الله تعالى، قال تعالى: ? ويوم يحشرهم جميعًا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ?، وقال تعالى عنهم: ? بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ?، وبه يتقرر أن الملائكة لا تحمل شيئًا من صفات الألوهية ولا يجوز صرف شيء من العبادة لها؛ لأن العبادة حق الله الخالق لا يشركه فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح.

... ومن ذلك: أن المشركين كانوا يعتقدون أن الملائكة إناث، وهذا اعتقاد فاسد باطل كل البطلان، قال تعالى: ? وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثًا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ?، وقال تعالى: ? فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثًا وهم شاهدون إلا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون ?.

... ويتضمن ذلك الاعتقاد اعتقاد آخر فاسد وهو اعتقاد أن بين الملائكة وبين الله نسبًا، قال تعالى: ? وجعلوا بينه وبين الجنة نسبًا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ?، والجنة هنا يراد بهم الملائكة على قول كثير من المفسرين.

... ومن ذلك: ما يعتقده الفلاسفة الحمقى المجانين السفهاء السقطاء الذين خالفوا المنقول وناقضوا المعقول من أنه لا حقيقة للملائكة وليسوا بأجسام، ولكن المراد بهم قوى الخير كما أن المراد بالشياطين قوى الشر، وهذا المذهب كفر مخالف للقرآن والسنة، فإن ما ورد من صفاتهم في الكتاب والسنة تدل على أن لهم حقيقة وأنهم أجسام.

... س 106: ما القاعدة المتقررة عند أهل السنة والجماعة في عالم الملائكة؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام