.ومن صفاته: أنه طويل الأنف دقيق عند أرنبته مع حدب في وسطه، ففي حديث أبي سعيد الخدري ? قال: سمعت رسول الله ? يقول: (( المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا، ويملك سبع سنين ) )رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم وسنده حسن، بل وقد أشار الألباني إلى صحته كما في تخريج المشكاة، فقوله: (( أجلى الجبهة ) )هو خفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته، وقوله: (( أقنى الأنف ) )القنا في الأنف طول ورقة أرنبته مع حدبٍ في وسطه، ذكر ذلك صاحب النهاية.
... ومن صفاته: أنه كان بعيدًا عن الصلاح ثم يوفقه الله تعالى للتوبة ويلهمه رشده كما في حديث علي السابق يرفعه: (( المهدي منا آل البيت يصلحه الله في ليلة ) ).
... هذا ما نعرفه من صفته والأمر غيب ويحتاج إلى دليل صريح صحيح، ودعك من خزعبلات المتهوكين وتحريفات الشياطين وخرافات المهاويس الذين يضفون عليه من الصفات الخلقية ما لا دليل عليه، والله أعلى وأعلم.
... ج 328: أقول: الأحاديث في خروج المهدي قد بلغت مبلغ التواتر المعنوي، وقد نص على ذلك الحافظ أبو الحسن الآبري، والعلامة محمد البرزنجي في كتابه الإشاعة، والإمام السفاريني في لوامع الأنوار، والإمام الشوكاني وقد ألَّف رسالة في ذلك، والشيخ صديق خان، والشيخ محمد بن جعفر الكتاني كما في نظم المتواتر، لكن ننبه على عدة أمور:
... الأول: أن التواتر الذي ينص عليه أهل العلم هنا إنما يعنون به التواتر المعنوي، وهو اتفاق المعنى مع اختلاف في اللفظ، وهو قسيم التواتر اللفظي.