.. المسألة الرابعة: اعلم أن القاعدة في المتشابه أنه يرد إلى المحكم، وهذا هو المخرج الشرعي الصحيح في هذه المتشابهات التشابه الخاص، فما سلم في دينه من اعتمد الكلام في المتشابهات وخاض فيها وجادل بلا برهان ولا علم، وإنما السالم في دينه هو من آمن بها وقال: ? كل من عند ربنا ? وردها إلى المحكمات الواضحات، فاحفظ هذه القاعدة أعني قاعدة: (( المحكم مقدم على المتشابه ) )أو تقول: (( المتشابه مردود إلى المحكم ) )، والله أعلى وأعلم.
... ج 365: إن الحكمة في ذلك ابتلاء العباد واختبارهم ليتبين الصادق في إيمانه، الراسخ في علمه، الذي يؤمن بالله وكلماته، ويعلم أن كلام الله تعالى ليس فيه تناقض ولا اختلاف، فيرد ما تشابه منه إلى المحكم، ليصير بذلك كله محكم، من الشاك الجاهل الزائغ الذي يتبع ما تشابه منه ليضرب كتاب الله بعضه ببعض، فيضل ويضل، ويكون إمامًا في الضلال والشقاء، فيفتن الناس في دينهم ويوقعهم في الحيرة والشك، قال تعالى: ? فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ?، فالحكمة من ذلك هي الابتلاء والاختبار، والله أعلى وأعلم.
... س 366: ما الأسباب التي بسببها ضل من ضل في أبواب الاعتقاد؟