فهرس الكتاب
الصفحة 213 من 614

.. والتحريف حرام وقد يصل بصاحبه في بعض صوره إلى الكفر.

... الثاني: التعطيل، وهو لغة: الإخلاء والتفريغ ومنه قوله تعالى: ? وبئر معطلة ? أي لا وراد لها لحلول العذاب بأهلها، ومنه قول العرب: (( جيد معطل ) )أي خلي من الحلي.

... واصطلاحًا: إخلاء الله تعالى عن أسمائه وصفاته إخلاءً كليًا أو جزئيًا، وبه يتضح أن التعطيل قسمان أيضًا: تعطيل كلي، كتعطيل الجهمية أتباع الجهم بن صفوان الترمذي فإنهم عطلوا الله تعالى عن أسمائه وصفاته كلها. وتعطيل جزئي، كتعطيل المعتزلة أتباع واصل بن عطاء والأشاعرة أتباع أبي الحسن الأشعري، فإن المعتزلة عطلوا الله تعالى عن كل صفاته فقط، وأما الأشاعرة فعطلوه عن ما سوى الصفات السبع، وقد أثبت الفريقان - أي المعتزلة والأشاعرة - الأسماء وزادت الأشاعرة بإثبات الصفات السبع.

... والتعطيل حرام وقد يصل بصاحبه في بعض صوره إلى الكفر.

... الثالث: التكييف، وهو حكاية كيفية الصفة أي أن يقال: كيفية يد الله كذا وكذا، وكيفية وجه الله كذا وكذا، وهو حرام وقد يصل بصاحبه في بعض صوره إلى الكفر.

... الرابع: التمثيل، وهو إثبات مماثل، كأن يقال: يد الله مثل أيدينا أ وجه الله مثل وجوهنا، وهو حرام وقد يصل بصاحبه إلى الكفر.

... فهذا هو معنى هذه المصطلحات الأربعة.

... وخلاصة الكلام أن يقال: إن إثبات أهل السنة للصفات والأسماء لا تمثيل ولا تكييف فيه وتنزيههم لا تعطيل ولا تحريف فيه، فإثباتهم ونفيهم بريء من هذه الآفات الأربع، والله أعلم.

... س 184: ما الفرق بين التكييف والتمثيل؟

... ج 184: أقول: التكييف والتمثيل بينهما عموم وخصوص من وجه، فكل تمثيل فهو تكييف، وليس كل تكييف تمثيلاً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام