.. وأما آخر السؤال فجوابه أن يقال: إن الكفر والشرك كالإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا، أي إذا ذكر الكفر وحده دخل معه الشرك كقوله تعالى: ? إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئًا وأولئك هم وقود النار ? أي والذين أشركوا كذلك، وإذا ذكر الشرك وحده دخل معه الكفر كقوله تعالى: ? إن الله لا يغفر أن يشرك به ? أي ولا يغفر أيضًا أي يكفر به، وأما إذا اجتمعا في نصٍ واحد فإن الشرك يكون معناه صرف شيء من أمور التعبد لغير الله تعالى والكفر جحد معلوم من الدين بالضرورة أو ترك العمل بما ورد الدليل الصحيح الصريح بتكفير تاركه. وبالجملة فيقال: كل شرك فهو كفر وليس كل كفرٍ شركًا، والله أعلم.
... ج 17: نعم لها نواقض وهي كثيرة ويجمعها عشرة نواقض:
... الأول: الشرك الأكبر، قال تعالى: ? ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ?، وقال تعالى: ? إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ?، وقال تعالى: ? ولا تدع مع الله إلهًا آخر لا إله إلا هو ?.
... الثاني: اتخاذ الوسائط بينه وبين الله تعالى، يدعوهم في كشف الملمات وتفريج الكربات وإجابة الدعوات، قال تعالى: ? والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ?، وقال تعالى: ? ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ?.
... الثالث: السحر وتعلمه وتعليمه والعمل به ومنه الصرف والعطف، قال تعالى: ? وما يعلمان من أحدٍ حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ?، وقال تعالى: ? ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ?، وثبت قتله عن ثلاثة من الصحابة كما سيأتي بيانه - إن شاء الله تعالى -.