فهرس الكتاب
الصفحة 98 من 614

.. وأما قوله: وما الفرق بينه وبين التسميع المذكور في قوله: (( ومن سَمَّعَ سَمَّعَ الله به ) )، فأقول: السمعة من الرياء إلا أنها تختص بما من شأنه أن يسمع من الأقوال والرياء بما يرى من الأفعال، فالرياء غالبًا يكون في الأفعال والسمعة تكون في الأقوال كقراءة القرآن وتعليم العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل مدح الناس وثنائهم فقط أو لنيل منصب دنيوي، والله أعلم.

... س 93: هل الرياء يبطل العمل؟

... ج 93: هذا فيه تفصيل ذكره ابن رجب وغيره من المحققين من أهل العلم وخلاصته أن يقال: إذا كان الرياء من أصل العمل أي هو الباعث على العمل فهذا العمل باطل من أساسه، وأما إذا كان الرياء ليس من أصل العمل ولكنه طرأ على العمل فهذا لا يخلو إما أن يجاهده ويبعده عن نفسه ولا يرضى به ولا يأنس أو يسترسل معه فهذا الطروء لا يؤثر على العمل، بل صاحبه يؤجر على هذه المدافعة كما قال تعالى: ? والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسين ?، وإما أن يرضى به وتقبله نفسه ويعمل من أجله ويسترسل معه فهذا لا يخلو: إن كان العمل لا يصح أوله إلا بصحة آخره كالصلاة فإنه يبطلها كلها، أي في أي جزء وقع فيه الرياء الذي استرسل به ورضيته نفسه فإنه يكون مبطلاً لها جميعها، وإن كان لا يتعلق صحة آخره بصحة ما بعده فهذا لا يبطل الرياء منه إلا ما قابله فقط وذلك كرجل تصدق بصدقتين إحداهما لم يداخله الرياء فيها والثانية داخله الرياء فيها فلا يبطل إلا ما داخله الرياء، وكرجل صام يومًا تطوعًا بإخلاص، ولكنه داخله الرياء في اليوم الثاني، فلا يبطل إلا ما داخله الرياء، فهذا هو خلاصة الجواب، ومن باب التوضيح أرسمه لك رسمًا بيانيًا:

حالات دخول الرياء على العبادة

... والله ربنا أعلى وأعلم.

... س 94: هل الرياء يدخل في حيز المغفرة إن مات صاحبه عليه؟ وما كفارة الوقوع في ذلك؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام