.. الأول: الاستعانة والاستغاثة بالله تعالى المتضمنة لكمال الذلة والخضوع والانكسار له جل وعلا، فهذه من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل - عليهم السلام - وأتباعهم، قال تعالى: ? إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنني ممدكم بألفٍ من الملائكة مردفين ?.
... الثاني: الاستعانة والاستغاثة بالأموات أو بالأحياء الغائبين أو بالأحياء الحاضرين في الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى، وهذه هي الاستعانة والاستغاثة الشركية، أعني الشرك الأكبر المخرج من الملة بالكلية؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفًا خفيًا في الكون فيجعل لهم حظًا من الربوبية وقد قال تعالى: ? أمَّنْ يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإلهٌ مع الله قليلاً ما تذكرون ?، ولأن الاستعانة والاستغاثة نوع من الدعاء وقد تقدم أن من صرف دعاء المسألة لغير الله في الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى فقد وقع في الشرك الأكبر.
... الثالث: الاستعانة والاستغاثة بالأحياء في الأمر الذي يقدرون عليه، فهذا لا بأس به وليس ذلك من العبادة في شيء، وذلك كقوله تعالى: ? فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه ?، وكاستغاثة الغريق أو من سقط في حفرةٍ بمن يستطيع إنقاذه من ذلك، فهذا لا بأس به، والله أعلم.
... ج 46: التوكل على الشيء الاعتماد عليه، والتوكل على الله تعالى هو الاعتماد على الله تعالى كفاية وحسبًا في جلب المنافع ودفع المضار، وهو أنواع: