فهرس الكتاب
الصفحة 269 من 614

ج/ يعتقد أهل السنة والجماعة رفع الله درجاتهم في الفردوس الأعلى وأعلا منارهم في الدنيا والآخرة وثبت أحياءهم ورحم أمواتهم أن لله تعالى أصابع تليق بجلاله وعظمته وأنها من الصفات الذاتية له جل وعلا، وأن الاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى، والدليل على ذلك ما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله علنه وسلم رجل من اليهود فقال: يا محمد إن الله يجعل السماوات على إصبع والأراضين على إصبع والجبال والشجر على إصبع فيهزهن فيقول: أنا الملك، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لما يقول الرجل، ثم قرأ (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) . وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلبٍ واحد يصرفه كيف يشاء) ثم قال:"اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك"وهذا الحديث مروي عن عدة من الصحابة، منهم النواس بن سمعان الكلابي وعائشة أم المؤمنين وأبو ذر جندب بن جنادة رضي الله عنهم وعن سائر أصحابه صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع أهل السنة على إثبات هذه الصفة على ما يليق بجلال الله وعظمته وهو ما نعتقده بقلوبنا وننطقه بألسنتنا والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام