فهرس الكتاب
الصفحة 565 من 614

.. ويقال أيضًا: إن أبواب الاعتقاد هي أساس العمل وقاعدته، وما عداه فثمرة وفروع له، ومن المحال في المعقولات أن يهتم الشخص كل الاهتمام ببيان الفروع والثمرة ويترك القاعدة والأصل والأساس، فهذا لا يجوز ظنه في أصغر داعية من دعاة الإسلام، فكيف بالنبي ?؟ وإذا تقرر لك ذلك وفهمته فهمًا جيدًا فإنه يلزم من ذلك كله أن يكون الصحابة قد حققوا هذه الأبواب التحقيق التام وفهموها الفهم الكامل، وعرفوها المعرفة المطلقة، وأنهم أهل الحق في هذه الأبواب، فالهدى معهم، والبر والإحسان في سلوك سبيلهم، وليس مع من خالفهم في أبواب الاعتقاد إلا الضلال والتيه والحيرة والشكوك والأوهام، ومخالفة المنقول ومناقضة المعقول، فالحق كل الحق مع الصحابة، والهدى كل الهدى مع الصحابة، والبر والإحسان كله مع الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم -؛ وذلك لأن معلمهم ومدرسهم خير المعلمين وأعظم المدرسين ?.

... فهذه الأوجه العشرة فيها البيان الشافي لصحة السلف، وليست هي كل الأوجه، وإنما هذه أهمها، والعذر ثم العذر من الإطالة في إجابة هذا السؤال، فإنه مقصود هذا الكتاب - الذي أسأله جل وعلا أن يجعله مباركًا -، والله أعلى وأعلم.

... س 364: كيف التوفيق بين وصف القرآن كله بالتشابه والإحكام، ووصف بعضه بالتشابه والإحكام؟

... ج 364: قبل البدء في الجواب لابد من ذكر الآيات أولاً، فأقول: قال تعالى: ? كتاب أحكمت آياته ?، وهذا وصف بالإحكام العام. وقال تعالى: ? الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا ?، وهذا وصف بالتشابه العام. وقال تعالى: ? هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات وأخر متشابهات ?، وهذا وصف لبعضه بالإحكام ووصف لبعضه بالتشابه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام