فهرس الكتاب
الصفحة 564 من 614

.. الوجه العاشر: إنه من المحال في العقول السليمة نسبة الصحابة إلى الجهل في باب معرفة الله بأسمائه وصفاته؛ ذلك لأن النبي ? قد علم أمته آداب الخلاء، والطعام والشراب، والنوم ونحوها، وبينها لهم البيان الشافي الكافي، ولا مقارنة بين هذه الآداب وبين باب معرفة الله بأسمائه وصفاته وغيرها من أبواب الاعتقاد، فإذا كان النبي ? قد بين هذه الآداب البيان الكامل التام فإنه من باب أولى أن يكون بيانه لأبواب الاعتقاد أكمل وأتم، وهذا من القياس الأولوي، وهو حجة عند الجميع.

... ويقال أيضًا: إن النبي ? قد بعث بالنور والهدى، فشريعته كلها نور وهدى، وأعظم ذلك النور والهدى وأكبره وأهمه أبواب الاعتقاد، فمن المحال مع عظم أهميته أن يتركه النبي ? غامضًا ملتبسًا حقه بباطله، بل المتوافق مع كمال نصحه وتمام شفقته والقيام بأمانة البلاغ أن يكون بيانه لأبواب الاعتقاد أكبر وأعظم، ولازم ذلك أن يكون الصحابة قد أخذوا الحظ الأوفر والنصيب الأكبر في بيان هذه الأبواب - أعني أبواب الاعتقاد -.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام