فهرس الكتاب
الصفحة 563 من 614

.. الوجه التاسع: أننا لا نزال - ولله الحمد والمنة - نرى ونسمع ونقرأ انتصارات السلف بالحجة والبرهان، وبالسيف والسنان، فما يتبجح صاحب بدعة ببدعته، ولا مفتون بقوله المخالف للكتاب والسنة إلا وقيض الله له من جنده من يريق دم بدعته ويقطعها من دابرها، والأمثلة على ذلك كثيرة شهيرة.

... فالسلف هم المنصورون بالحجة والسيف، فكلمتهم ظاهرة، ورايتهم عالية لا تنزل أبدًا، لهم من الله مؤيدًا ونصيرًا، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله عز وجل، وهذا أمر يشهد به القريب والبعيد، والموافق والمخالف، وهذا ليس في زمن دون زمن، بل في كل الأزمنة، وما كان الله ليؤيدهم لولا أنهم على الحق، وما كان الحكيم العليم ليديم نصرهم إلا لأنهم نصروه بإعلاء كلمته والجهاد في سبيله بالقول واليد والمال، إذ من المعلوم أنه يمتنع في عدله وحكمته جل وعلا أن يديم نصر الباطل وأن يعلي كلمة السوء الإعلاء المطلق.

... فلما أدام الله عزهم وأعلا منارهم وثبت أقدامهم ونشر علومهم وأتم نصرهم على مخالفيهم بكل معاني النصر في كل الأزمان ومختلف مجاري الأحوال دل ذلك أنهم على الحق، وأن مذهبهم هو الصواب الصحيح، ومن قال بغيره فقد قدح في حكمة الله تعالى وعدله ونسبه إلى ما لا يجوز من وصف السوء - تعالى الله عن كل أوصاف النقص علوًا كبيرًا -، وبهذا الدليل استدل بعض أهل العلم على صدق الرسول ? حال مناظرته مع بعض النصارى، فتدبره وأعد النظر فيه، فإنه قوي، لكن يحتاج إلى تمهيده ببعض المقدمات، والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام