.. ج 62: هذا سؤال مهم جدًا وبسبب الجهل بجوابه حصل كثير من الشرك، وبيان الجواب أن يقال: إن بركة هذه الأماكن معناه مضاعفة الأجر للمتعبد فيها وما يحصل له من الأمن كما قال تعالى عن المسجد الحرام: ? ومن دخله كان آمنًا ? فبركتها بركة معنوية أو نقول بركة لازمة ليست بمنتقلة ولا بمتعدية، أي أنها ليست بركة ذاتية كبركة ذات النبي ?، بل هي بركة لازمة معنوية، وبناءً عليه فإن من يتمسح بأستار الكعبة ظنًا منه أن البركة ستنتقل إلى بدنه فإنه أتي من قبل جهله وقلة فهمه، وفعله هذا بدعة، وكذلك من يقبل أعمدة المسجد الحرام أو مسجد المدينة، ويتمسح بمقام إبراهيم أو يقبله أو يمسح عليه بيديه ثم يضعهما على وجهه وصدره ظنًا منه أنه بذلك قد انتقلت البركة إليه فإنه ضال مبتدع مخطئ، وكذلك من يستلم الحجر الأسود أو الركن اليماني بيديه ثم يمرها على صدره ووجهه أو على وجه صغير معه وصدره، كل ذلك من البدع المنكرة، لا إنكارًا لبركة البقعة ولكن لأن بركة هذه البقعة بركة لازمة معنوية لا ذاتية منتقلة، وكذلك من يتمسح بالأعمدة أو الفرش الموضوعة في الروضة الشريفة ظنًا أن بركة هذه الروضة ستنتقل إليه إذا فعل ذلك، فإنه ليس على الصراط المستقيم في هذا الفهم، وكذلك ما يفعله بعض الحجاج أو المعتمرين من أنهم يغسلون متاعهم ونقودهم وثيابهم التي عليهم بماء زمزم ظنًا منهم أنها بذلك ستحلها البركة، فهذا ليس بصحيح؛ لأن بركة ماء زمزم في شربه فقط، والمقصود أن بركة هذه الأماكن المذكورة في السؤال إنما هي بركة لازمة معنوية لا أنها بركة ذاتية منتقلة، والله أعلم.
... ج 63: لا يجوز ذلك؛ لأن واضع البركة هو الله تعالى، فلا يقال: تباركت علينا يا فلان، ولا يقال: فلان بارك بحضوره هذا المشروع، أو بارك هذا الحفل، كل ذلك من الإطلاقات المحرمة، والله أعلم.