فهرس الكتاب
الصفحة 149 من 614

.. ج 139: فيه خلاف بين أهل العلم، والصحيح أن الحوض ليس هو الكوثر، بل هما متغايران، والدليل على ذلك أن الأدلة السابقة المثبتة للحوض تدل على أنه في عرصات يوم القيامة، والكوثر نهر في الجنة ولا يذاد عنه أحد، فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أنس مرفوعًا: (( بينما أنا أسير في الجنة إذ أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ) )، ومثله أيضًا حديث ابن عمر قال: قال رسول الله ?: (( الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب يجري على الدر والياقوت ) )وصححه الترمذي، وأيضًا فالمتقرر عند العرب في لسانها ومعلومها أن الحوض هو مجتمع الماء وغالب الأحيان لا يكون جاريًا، وأما النهر فإن ماءه جار، فاختلفا، وأيضًا فإن الكوثر في الجنة كما ثبت به النص، فهو من جملة نعيمها ونعيمها لا يمنع منه أحد، والحوض قد ثبت الدليل أن رجالاً يطردون عنه ولا يمكنون من الشرب منه، والله أعلم.

... س 140: هل هو حوض واحد أم أن لكل نبي حوضًا؟

... ج 140: فيه خلاف، والأمر سهل، أما حوض نبينا محمد ? فأدلته متواترة، ومن كذب به فهو كافر لتكذيبه للنصوص المتواترة، وأما حوض غيره فقد ورد فيه بعض الأحاديث وبعض الموقوفات ويحتاج للنظر في صحتها، فنظرنا فإذا هي صحيحة بشواهدها، فنقول: نعم إن لكل نبي حوضًا ترده أمته إلا أن أكبر هذه الأحواض وأكثرها واردًا هو حوض نبينا ?، ففي جامع الترمذي من حديث الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله ?: (( إن لكل نبي حوضًا وإنهم يتباهون أيهم أكثر وارده وإني أرجو أن أكون أكثرهم وراده ) )، وهذا الحديث صحيح بشواهده، وكذلك صح ذلك عن علي ?، والله أعلى وأعلم.

... س 141: ما القضية السادسة من قضايا اليوم الآخر؟ مع بيانها بالأدلة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام