فهرس الكتاب
الصفحة 534 من 614

.. وبالجملة نقول: هم مكلفون بفعل ما أمر الله به ورسوله ? وجوبًا في أوامر الوجوب واستحبابًا في أوامر الاستحباب، ومكلفون باجتناب جميع ما نهى الله عنه ورسوله ? تحريمًا فيما كان من قبيل التحريم وكراهةً فيما كان من قبيل الكراهة، ومن قال غير ذلك فإنه قد جاء بما لا دليل عليه، والله أعلم.

... س 355: ما مصير العاصي والمحسن منهم؟ مع الدليل.

... ج 355: أقول: لقد نقل ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه القيم طريق الهجرتين وباب السعادتين اتفاق المسلمين على أن كفار الجن في النار، فالعاصي منهم بالكفر مصيره النار باتفاق المسلمين، وقد دل على ذلك قوله تعالى: ? ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ?، وقوله تعالى: ? لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ?، وقوله تعالى: ? ويوم يحشرهم جميعًا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجَّلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكم عليم. وكذلك نولي بعض الظالمين بعضًا بما كانوا يكسبون ?، وقال تعالى حاكيًا مقالتهم: ? وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدًا. وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبًا ?، والقاسطون هم الجائرون العادلون عن الصراط المستقيم، وقد أثبتت الآية أنهم حطب لجنهم، وقوله تعالى: ? قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار ?، وهي نص في الموضوع أيضًا، والآيات في هذا المعنى كثيرة، فقد تبين لك - إن شاء الله تعالى - حال الكافر منهم وأنه يدخل النار كما يدخلها كافر الإنس، وهذا بالاتفاق كما ذكرت لك سابقًا نقلاً عن ابن القيم - رحمه الله تعالى -.

... وأما حال مؤمنهم فقد اختلف أهل العلم فيه على أقوال:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام