فهرس الكتاب
الصفحة 535 من 614

.. فقيل: أنه لا ثواب له إلا النجاة من النار ثم يقال لهم: كونوا ترابًا مثل البهائم، وهو قول أبي حنيفة وبعض أهل العلم.

... وقيل: بل يثابون على الطاعة بدخول الجنة، وهو مذهب جماهير أهل العلم على خلاف بينهم في نوعية هذا الثواب.

... وقيل: بالتوقف في المسألة.

... والقول الصحيح في هذه المسألة هو أن مؤمنهم يدخل الجنة وينعم فيها بما ينعم به الإنس على اختلاف مراتبهم في الجنة، فكل النعيم الذي يصيبه المؤمن من الإنس في الجنة يصيبه المؤمن من الجن أيضًا، وكل له مرتبته ودرجته التي أنزله الله إياها، والدليل على ذلك قوله تعالى: ? ولكل درجات مما عملوا ?، قال ابن القيم - رحمه الله: (( أي ولكل درجات في الخير والشر يوفونها ولا يظلمون شيئًا من أعمالهم، وهو ظاهر جدًا في ثوابهم وعقابهم وأن مسيئهم يستحق العذاب بإساءته ومحسنهم يستحق الدرجات بإحسانه ) )ا. هـ

... ويدل عليه أيضًا قوله تعالى: ? وأنَّا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا ?، وبهذه الآية استدل البخاري. ووجه الاحتجاج بها: أن البخس المنفي هو نقصان الثواب، والرهق هو الزيادة في العقوبة على ما عمل، وهما منفيان عن المؤمن، وبناءً عليه فلا ينقص من ثواب حسناته ولا يزاد في سيئاته، فالمؤمن من الجن إذا عمل الصالحات فإنه لا يخاف بخسًا ولا رهقًا.

... ويدل عليه أيضًا قوله تعالى: ? وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدًا ?. قال المفسرون: أي أصابوا طريق الحق والهداية الموصل إلى المطلوب الأعظم وهو الجنة، فهو دليل على أن المسلم قد أصاب الطريق الموصل للجنة بإسلامه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام