السادس: التوسل إلى الله تعالى بالإيمان به وبرسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى (( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فأغفر لنا ذنوبنا وكفرعنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار الآيات ) )وقوله تعالى (( الذين يقولون ربنا إننا آمنا فأغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ) )وهذا السادس يدخل في الأمر الخامس لأنه من جملة الأعمال الصالحة فالأعمال الصالحة من أعظم ما يتوسل به العبد، فهذه الوسائل الست هو التي دل الدليل الشرعي الصحيح الصريح على جواز التوسل بها والله أعلم.
ج/ التوسل بالأسماء والصفات قسمان:
توسل عام وتوسل خاص، والمراد بالتوسل العام أي أن تقول اللهم أني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى، هكذا على وجه العموم، فهذا جائز كما مضى بلا شرط، والمراد بالتوسل الخاص أن تتوسل باسم معين أو صفة معينة، فيشترط حينئذٍ مناسبة الاسم والصفة للسؤال، فإذا سألت الرزق فتوسل باسم الله الرزاق والكريم والجواد و المعطي ونحوها، وإذا سألت المغفرة والرحمة فتوسل باسمه الرحمن الرحيم الغفور الودود التواب الرؤوف ونحوها، وإذا سألت هلاك ظالم فتوسل باسمه الجبار والقوي والمهيمن والعزيز والقدير ونحوهما، وكذلك يقال في الصفات، فلا بد أن يكون الاسم أو الصفة المتوسل بها مناسبة لسؤالك الذي تريد أن يحققه الله لك، والله أعلم.
ج/ أقول: التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أنواع:
... الأول: التوسل به بمعنى طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وتصديقه فيما أخبر وألا يعبد الله إلا بما شرع، فهذا حقيقة دين الإسلام وزبدة رسالة الشريعة التي بعث بها صلى الله عليه وسلم.