فهرس الكتاب
الصفحة 176 من 614

.. الثاني: التقدير العمري، وهو تقدير كل ما يجري على العبد في حياته إلى نهاية أجله من كتابة رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، ويدل عليها حديث ابن مسعود ? قال: حدثنا الصادق المصدوق ? قال: (( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وشقي أو سعيد ) )متفق عليه، وعن أنس ? قال: قال رسول الله ?: (( وَكَّلَ الله تعالى بالرحم ملكًا فيقول: أي رب نطفة، أي رب علقة، أي رب مضغة، فإذا أراد الله تعالى أن يقضي خلقها قال: أي ربي أذكر أم أنثى؟ شقي أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب في بطن أمه ) )متفق عليه.

... الثالث: التقدير الحولي، ومعناه كتابة ما سيكون في هذه السنة من الإيجاد والإعدام والإعزاز والإذلال والرفع والخفض والرزق والعمل ونحو ذلك، وهذا التقدير يكون في ليلة القدر من العشر الأواخر من رمضان، قال تعالى: ? إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم ?، وقال تعالى فيها: ? تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمرٍ سلام هي حتى مطلع الفجر ?.

... وقد روي عن ابن عمر وابن عباس والحسن وسعيد بن جبير أنهم قالوا: (( يكتب فيها أي في هذه الليلة ما يحدث في السنة من موت وحياة وعز وذل ورزق ومطر حتى الحجاج يقال: يحج فلان ويحج فلان ) ).

... الرابع: التقدير اليومي، وهو تقدير ما سيحصل في كل يوم بيومه، ويدل عليه قوله تعالى: ? كل يوم هو في شأن ?، فقد قيل في تفسيرها: شأنه أن يعز ويذل، ويخفض ويرفع، ويعطي ويمنع، ويغني ويفقر، ويضحك ويبكي، ويميت ويحيي، إلى غير ذلك، فهذه هي أنواع التقديرات والله تعالى أعلى وأعلم.

... س 165: وضح وسطية أهل السنة - رحمهم الله تعالى - في هذا الباب ذاكرًا من خالفهم فيه؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام