فهرس الكتاب
الصفحة 175 من 614

.. الأول: التقدير العام الشامل لكل شيء، وهو تقدير الرب لجميع الكائنات بمعنى علمه بها وكتابته لها ومشيئة وخلقه لها، ودليل ذلك قوله تعالى: ? ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتابٍ إن ذلك على الله يسير ?، وهذا النوع يسميه بعض أهل العلم بالتقدير الأزلي، ويدل عليه أيضًا قوله تعالى: ? وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ?.

... وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي ? قال: (( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ) )، قال: (( وعرشه على الماء ) ). وحديث محاجة موسى لآدم - عليهما الصلاة والسلام - وفيه أن آدم - عليه السلام - قال: فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن يخلقني. قال موسى: بأربعين عامًا. قال آدم: أتلومني على أن عملت عملاً كتب الله أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين عامًا، قال: (( فحج آدم موسى ) ). وكذلك يدل عليه حديث: (( إن أول ما خلق الله القلم قال له اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) ). وحديث أبي هريرة عند البخاري مرفوعًا: (( جف القلم بما أنت لاقٍ فاختص على ذلك أو ذر ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام