... ج 338: العلامة الرابعة من علامات الساعة الكبرى هي خروج يأجوج ومأجوج، وخروجهم على الناس قد ثبت به الكتاب، والسنة الصحيحة، والإجماع.
... فأما الكتاب: فقوله تعالى: ? حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدبٍ ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلةٍ من هذا بل كنا ظالمين ?، وقال تعالى: ? حتى إذا بلغ السدين وجد من دونهما قومًا لا يكادون يفقهون قولاً. قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردمًا. آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارًا قال آتوني أفرغ عليه قطرًا. فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا. قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقًا. وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعًا ?.
... فهذه الآيات تدل دلالة صريحة على أن اندكاك السد وخروج يأجوج ومأجوج من علامات قرب الساعة جدًا، فالله المستعان.
... وأما السنة، ففي أحاديث:
... منها: ما ثبت في الصحيحين عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش أن رسول الله ? دخل عليها فزعًا ذات يومٍ فقال: (( ويل للعرب من شد قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ) )، وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحشٍ: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (( نعم إذا كثر الخبث ) ).