فهرس الكتاب
الصفحة 316 من 614

ج/ مذهب أهل السنة في ذلك هو مذهبهم في سائر صفات الله تعالى وهو الإيمان بها ووصف الله تعالى بها مع اعتقاد أنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فنثبتها لله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، وهي من قبيل الصفات الفعلية المتعلقة بالمسيئة التي توجد عند وجود مقتضياتها إذا أرادها الله تعالى، على ما يليق بجلاله وعظمته , وأن معانيها معلومة ولكن نفوض علم كيفياتها إلى الله تعالى , قال تعالى (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (البينة: من الآية 8) وقال تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) (الفتح: من الآية 18) وقال تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93) وقال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) (محمد:28) وقال تعالى (وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) (التوبة: من الآية 46) وقد أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات هذه الصفات، وهذه كلها من صفات الأفعال التي يفعلها الله جل وعلا متى شاء وكيفما شاء وأهل السنة يثبتون ذلك إثباتاً بلا تمثيل وينزهون الله تعالى عن مماثلة خلقه تنزيهاً بلا تعطيل والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام