فهرس الكتاب
الصفحة 317 من 614

ج/ يؤمن أهل السنة الجماعة رحمهم الله تعالى بأن من صفاته جل وعلا الفرح والضحك، فيثبتون هاتين الصفتين كسائر صفاته جل وعلا من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل لأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، قال النبي صلى الله عليه وسلم (لله أشد فرحاً بتوبة عبده من راحلته الحديث) متفق عليه، وقال عليه الصلاة والسلام (يضحك الله تعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة .... الحديث) متفق عليه، وفي الحديث الآخر (أتدرون مما أضحك، من ضحك الله تعالى حين قال له"أتستهزئ بي وأنت رب العالمين) رواه مسلم، وهما من الصفات الفعلية التي يفعلها الله متى شاء وكيفما شاء، فمعنى الفرح والضحك معلوم، وكيفه مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة والله أعلم."

ج/ هذا سؤال مهم جداً، وبيانه أن يقال: الأسباب كثيرة يجمعها ما يلي:

الأول: عدم حصرهم أدلة الاعتقاد في الكتاب والسنة، فإنهم يستدلون بالمنطق والفلسفة ويسمونها العقليات، وهي في حقيقتها جهليات وخرافات ووساوس شيطانية، فهم يسوقون ما يجب اعتقاده في الله من عقولهم وقواعدهم المنطقية الفلسفية , أو مواجيدهم وأذواقهم العفنة، ومكاشفاتهم الإبليسية، وقد نص الدليل على أن من طلب الهدى في غير الكتاب والسنة أضله الله ولذلك فهم يعرضون النصوص على عقولهم فما وافقها أخذوه وما خالفها ردوه واتهموه فيقرون ما تقره عقولهم وإن لم يكن عليه دليل، وينفون ما نفته عقولهم وإن كانت الأدلة قد تواترت على إثباته وهذا هو السبب العظيم في ضلالهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام