فهرس الكتاب
الصفحة 50 من 614

.. ج 48: مذهبهم في ذلك أنه لابد أن يعبد العبد ربه بهما أي أن يعبد الله تعالى راغبًا راهبًا، كما قال تعالى: ? إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين ?، وقال تعالى: ? ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفًا وطمعًا إن رحمة الله قريب من المحسنين ?؛ وذلك لأنه من عبد الله بالرجاء وحده أمن من مكر الله، ومن عبده بالخوف وحده وقع في اليأس من رحمة الله وقنط من روح الله، ومن عبده بالخوف والرجاء فهو الموحد المهدي إلى الصراط المستقيم، ولابد من استوائهما فلا يغلب الخوف على الرجاء، ولا يغلب الرجاء على الخوف فيهلك، وهذه صورة من صور الوسطية إلا أنه إذا كان هناك مقتضى لتغليب أحدهما فإنه يغلبه وإلا فالأصل استوائهما، وذلك كما إذا كان العبد يعالج سكرات الموت فلابد من تغليب جانب الرجاء حتى يحصل له إحسان الظن بربه كما في الحديث: (( أنا عند ظن عبدي بي ) )، وفي الحديث الآخر: (( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه ) )، وطريق إحسان الظن تغليب الرجاء، ومثال آخر: عند التوبة من الذنوب والمعاصي فإنه لابد أن يغلب جانب الرجاء، ومثال آخر: عند تحديث النفس بفعل شيء من الذنوب فإنه لابد أن يغلب جانب الخوف لتنزجر النفس عن ذلك، وعلى ذلك فقس، وبه تعلم أن الخشية إنما هي اجتماع الخوف والرجاء، والله أعلم.

... س 49: ما قاعدة أهل السنة والجماعة في الأيْمان؟ مع بيان الدليل عليها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام